رئيس التحرير : مشعل العريفي

محلل مالي يكشف كيف تؤثر طريقة إنفاق الأفراد على اقتصاد الدولة .. والفرق بين الاستهلاك الممنهج واللامسؤول!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : قال المستشار معيض بن سعد الثقفي، رئيس مجلس إدارة شركة الركائز المالية للاستشارات المالية ومدير مؤسسة النقد العربي السعودي سابقا ،أن الاستهلاك هو جزء لا يتجزأ من الإقتصاد , واقتصاد المواطن هو جزء لا يتجزأ من اقتصاد الدولة .
اقتصاد الدولة هو مجموع اقتصادات المواطنين
وأضاف الثقفي في مقال خص به صحيفة المرصد تحت عنوان "الاستهلاك وتداعيات كورونا" : "حقيقة الأمر إن اقتصاد الدولة هو مجموع اقتصادات المواطنين يضاف إليها ما تملكه الدولة من ثروات وخدمات ، فعندما نرى اقتصاد مزدهر في دولة ما فذلك يعني اقتصادات الأفراد والأسر مجتمعة ، فهناك من يسمي اقتصاد الأفراد بـ ( الاقتصاد الأصغر ) واقتصاد الدولة بـ ( الاقتصاد الأكبر ) . وعندما ندرك معنى تلك الحقيقة وهي أن اقتصاد الدولة هو مجموع اقتصادات الأفراد فذلك يقودنا إلى المطالبة بأن نحسن تصرفاتنا نحو منهجية الاستهلاك الأمثل .
الاستهلاك الأمثل هو القاسم المشترك بين اقتصاد مزدهر ووعي مجتمي
وأوضح الثقفي : " الاستهلاك الأمثل هو القاسم المشترك بين اقتصاد مزدهر ووعي مجتمي وفي المقابل لا غرابه أن نرى الاستهلاك يتم كل يوم وفي كل ساعة بل يتم وأنت نائم حينما تترك الأنوار مشتعلة وأجهزة التكييف تعمل ناهيك عن السلع والخدمات بكافة أشكالها وأحجامها المهمة وغير المهمة أو شراء ما يزيد عن الحاجة فكل رغيف زيادة عن الحاجة إنما هو نقص في اقتصاد الفرد وإن كانت هذه جزئيات بسيطة ( كما يراها البعض ) إنما هي جزء مفقود من اقتصاد الفرد حتى يصبح مع التكرار الجزء الأكبر المفقود من اقتصادات الوطن .
وأشار الثقفي إلى أن ذلك أشبه بقيام دولة بطباعة النقد كيفما تشاء دون أخذ حجم الناتج القومي في الإعتبار عندها ستضعف القوة الشرائية للعملة حتى يصبح الفرد غير قادر على شراء رغيف الخبز , وكذلك الاستهلاك إذا أصبح أكبر من حاجة الفرد والأسرة سيخل بموازين تكافؤ دخل الفرد مع الوقت المحدد للاستهلاك والإدخار .
وصنف الثقفي الإستهلاك إلى نوعين :
أولاً : استهلاك ممنهج بوعي ورشاده , وهو ما تعول عليه الدولة ليصبح جزء من اقتصادها وازدهارها.
ثانياً : استهلاك لا مسؤول : وهذا النوع يؤدي إلى ضياع المال في غير أوجهه الصحيحة ، مما يتنافى مع القيم الاقتصادية التي تنادي بنمط استهلاكي عقلاني ، وهذا النوع ينقسم بدوره إلى نوعين :
1- الإسراف والتبذير : أي صرف دون حساب يفتقد الوازع الفردي والأسري والديني , وقد نهى عنه الله سبحانه وتعالى في قوله ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) سورة الأعراف "31" وآيات أخرى .
2- استهلاك في غياب الإدراك : وهذا النوع من الاستهلاك يتم من قبل أشخاص لا يدركون معنى المحاسبة ومعايير الجودة بل يفتقدون إلى أبسط المهارات وسياسات الصرف بالرغم من حاجتهم الماسة إلى إمتلاك السلعة أو الخدمة ، من جهة أخرى يفتقدون الدقة والتحقق في إختيار الوجهة الصحيحة أو السلعة الملائمة أو حتى الأشخاص الملائمين المتخصصين لتنفيذ عمل ما ناهيك عن الوقت الغير مناسب لقرار الصرف .
ولخص الثقفي ما تم سرده في 4 نقاط :
1- كل فرد وكل أسرة بل المجتمع مطالب تجاه نفسه أو الآخرين بأن يوفر أفضل سبل الراحة والعيش الرغد في المقابل مطالب بتنفيذ التزامات لقاء خدمات أو من أجل الصالح العام ليرقى المجتمع , ولذلك يجب إيجاد توازن منطقي بين هذين المطلبين .
2- إتباع أسلوب الإدخار حتى لو جزء يسير من دخلك , وهذا أسلوب متبع في كثير من مجتمعات العالم .
3- الوقت والمال وجهان لعملة واحدة , فكما أنت حريص على توفير الوقت لإنجاز عمل مهم عليك أن توفر المال لبناء اقتصاد قوي سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع الذي تربطهم علاقة طردية .
4- تذكر دائماً أنك صاحب القرار , فأنت المستهلك وأنت المدخر .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up